هل سبق لك أن وقفت أمام مسألة معقدة في درس الفيزياء ثم أخبرك المعلم أنك ستجد الحل في درس الرياضيات ؟ أو أنك لم تفهم جيدا درس علم النفس -إذا كنت في قسم أدبي- وأخبرك المعلم أنك لن تفهم ما أقوله حتي تفهم درس الفلسفة ؟
ربما لم تمر بموقف مشابه لا أنت ولا كاتب هذه الكلمات لأسباب مرتبطة بنظام التعليم وعدم التكامل والانفصال الكلي في المناهج التي كنا ندرسها،
ورغم هذا إليك ما ندّعيه نحن White Corp :
أن حل أزمتنا الاقتصادية الحالية لن تجدها في كتاب الاقتصاد، نحن ندّعي أن جزء كبير و أساسي من الحل عندنا في كتاب الصناعة، ربما يجول بخاطرك الآن أن هذا جزء من الحل وأن هناك أجزاء أخرى ستجدها في كتاب السياسة مثلا ونحن نوافقك الرأي لكن ليس هذا محل حديثنا، وإذا أمعنت نظرك في الحلول التي نطرحها ستعلم مدى جدية وفعالية ما نقدمه.
أحد الحلول التي نقدمها بشكل أساسي في White Corp هي منصة "Fact share" وهو نموذج " للتصنيع المشترك" أو "مشاركة السعة الإنتاجية" وهي فكرة ليست بجديدة على عقلنا البشري، بل يمكننا أن نقول أن الإنسان يفكر بهذه الطريقة منذ الأزل، وسأوضح أمثلة مجردة لنفس الفكرة بعد أن أشرح فيما يلي كيفية عملها وفوائدها.
قبل أن نقول ما هو الحل دعنا نوضح بإيجاز ما هي المشكلة أصلا؟
المشكلة الكبرى الحالية أننا نعتمد علي الاستيراد بشكل كارثي وأن قدرتنا علي الإنتاج والتصنيع والتصدير تتضاءل يوما بعد يوم، ولا يخفى على ذي عقل أن أي تحسين لقدرتنا على الانتاج والتصنيع والتصدير سيؤدي بالضرورة إلي تحسن الوضع الاقتصادي بشكل أو بآخر، وإن كنت في شك من هذا فسأطلب منك أن تلقي نظرة علي تجارب الأمم السابقة والدول التي تحولت لقوى عظمى بفضل التصنيع وليكن على سبيل المثال كتاب "الفيل والتنين" لكاتبه Robyn Meredith الذي يشرح تجربة الصين والهند كأكبر مصدرين للمنتجات والخدمات في العالم.
ولكن تجاوزا لهذه النقطة باعتبارها مسلّمة لكل ذي عقل ومدرك لواقعنا المعاصر، فدعني أشرح لك ما هو التصنيع المشترك وما هو فائدته..
نحن ببساطة نجعل المصانع تستغل القدرة الإنتاجية الغير مستغلة لديها، فالسواد الأعظم من مصانعنا اليوم لا تتعدى نسبة استغلالها لقدراتها الإنتاجية حوالي 60%، وبالتالي هو مهدد بهذه التكاليف المحملة عليه وعلى منتجاته بشكل ثابت كل شهر وبالأخص في وضع السوق الحالي، المخرج أن يستغل هذه الموارد الغير مستغلة من ماكينات وعمالة.
ومن جهة أخري نجعل الطرف الآخر الذي يريد أن يصنع منتج ما ولا يملك ماكينات أو خط إنتاج أن يفعل ذلك دون أن يتكلف مؤونة شراء خط إنتاج جديد أو أن يخاطر باستثمار مبالغ طائلة قبل أن يخوض التجربة بالتصنيع عند الغير.
ونحن من طرفنا دورنا أن نجعل هذه العملية تتم بسلاسة وبدون تعقيد ونكون نحن الضامن للجودة ومواعيد التسليم وما إلي ذلك من التفاصيل مع الدعم الدائم من خبرائنا.
نستهدف بهذه الاستراتيجية أن نجعل التصنيع أسهل وبدون تعقيد و أن نساعد المصانع الموجودة بالفعل على التغلب على تحديات السوق والوضع الاقتصادي الراهن.
وإليك بعض تجارب مشاركة القدرة الإنتاجية التي أفصحت عنها شركات عالمية في مختلف المجالات،
فمثلا :
General Electric:
استخدمت الشركة نموذجا للإنتاج التعاوني يسمى "Open Innovation" والذي يتضمن مشاركة القدرة الإنتاجية والمعرفة مع شركاء خارجيين. علي سبيل المثال تعاونت شركة General Electric مع شركة الطائرات Boeing لمشاركة القدرة الإنتاجية لتصنيع مكونات الطائرات، مما ساعد كلا الشركتين على تحسين سلاسل التوريد وتخفيض التكلفة.
المصدر: "GE and Boeing Team Up to share production, Industry Week, 2013 "
Caterpillar:
استخدمت "كاتربيلر" نموذجا للتصنيع المشترك يسمي "Supplier Collaboration" والذي يتضمن العمل بشكل وثيق مع الموردين لمشاركة القدرة الإنتاجية والخبرة. فعلي سبيل المثال تعاونت Caterpillar مع موردها "Eaton" لمشاركة القدرة الإنتاجية لأنظمة الهيدروليك، مما أتاح لكلا الشركتين تحسين الكفاءة وتخفيض التكلفة.
المصدر: "Caterpillar And Eaton Collaborate on Hydraulic system Design, 2016"
Ford:
استخدمت شركة "فورد" نموذجا أيضا للتصنيع المشترك يسمي "Joint Venture" لمشاركة القدرة الإنتاجية والخبرة، قامت بذلك على سبيل المثال مع شركة "Changan" لإنشاء شركة مشتركة لتصنيع وبيع السيارات في الصين، مما سمح لكلتا الشركتين بتحسين التنافسية لدى كلٍ منهما في السوق الصيني.
المصدر : "Ford And Changan team up for Joint Venture in China, Automotive World, 2020”
فهذا على سبيل المثال لا الحصر، والشاهد أن العالم أدرك أهمية التصنيع المشترك واستغلال القدرات الإنتاجية مع الغير في مختلف الأسواق العالمية، و في وضعنا الراهن لا بديل لنا إلا أن نسير بخطوات واسعة وسريعة في اتجاهات مثل هذه لتطوير الصناعة وتدوير عجلة الإنتاج والتصدير في مصر.